المسجد القديم (مقام الخضر)

تراث & تاريخ جميع المنشورات

جامع الخضر – الكرنتينا
داخل المسجد القديم (مقام الخضر)
يقع هذا الجامع العريق على أوتوستراد نهر بيروت بمحلة الكرنتينا على
العقار رقم 353 المدور وعلى مساحة 7724 مترا مربعا. أنشىء فيعهد الدولة العثمانية، وتذهب بعض الروايات الى أن المسجد بناه الشيخ محمد الخضر سنة 1661م ودفن فيه فتسمى باسمه. ترجح بعض المصادر أن بنائه يعود الى العام 1075هـ/1664م.
ويزعم بعض النصارى محليين وأجانب أن جامع الخضر الحالي في محلة الكرنتينا كان في الأصل كنيسة للموارنة سميت باسم القديس مار جرجس وهو على زعمهم الملاك الذي أرسلته العناية الالهية لانقاذ ابنة ملك بيروت من التنين عندما حاول افتراسها عند مصب نهر بيروت!! يدعّي هؤلاء أن دفتردار بيروت علي باشا انتزعها منهم سنة 1661م لعجزهم عن دفع الضرائب المفروضة عليهم وحولها الى جامع.

وقد فند الشيخ طه الولى في تاريخه ص 51 وما بعدها هذه المزاعم الخرافية، وحتى الأب لويس شيخو دون في كتابه “بيروت: تاريخها وآثارها” ص 86 ما يلي: أما ما يخبر عن “استشهاد” القديس جرجس فيها (أي بيروت) وإنقاذ ابنة ملكها من التنين فهي رواية لا يمكن القطع بها… فضلا عما في قصة التنين من الغرابة.”

قلت: وقد تفحصت المسجد القديم بعناية من الداخل والخارج فلم أجد أي أثر على الواجهة الشرقية يدل على وجود “مذبح” أو غيره من أماكن الطقوس المسيحية التي كانت ولا زالت تقام لجهة الشرق، بل على العكس تماما، ففي الواجهة الجنوبية الخارجية نتوء من البناء الحجري هو عبارة عن “تأكيد” المحراب من الخارج وهي من العمارة الإسلامية
القديمة التي يعرفها جيدا أهل الإختصاص ويوجد مثلها في مسجد
المصيطبة على واجهته الخارجية الجنوبية على سبيل المثال. أما قصة مار جرجس والتنين وأميرة بيروت فقد رسمها عدد من الرسامين الغربيين لا تزال لوحاتهم محفوظة، أحدهم قال إنها على مصب نهر بيروت، والآخر عند قنطرة نهر الكلب، وآخر عند منبع نهر بيروت، وغير ذلك من التخبط الغريب العجيب! كل هذه الدلائل برسم إنهاء هذه “الحجة” التي لا حجة لها.

وقد جددت مديرية الأوقاف الإسلامية البناء ورممته سنة 1371هـ/1952م وأضافت بعض الغرف والتحسينات سنة 1957م. وشهد المسجد أيضا بعض التوسعة والترميم 1990 وكان قد أنشىء بجوار الجامع مدرسة الخضر عليه السلام بجهود الرئيس رياض الصلح وسماحة المفتي الشيخ محمد توفيق خالد سلمت إدارتها لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت. وبتارخ 27/11/1962 صار من الأبنية الأثرية بموجب قرار وزير التربية رقم 927. يقسم المسجد اليوم الى قسمين قديم وحديث ويتسع لحوالي 1200 مصلي. ومؤخرا شهد المسجد توسعة خارجية جديدة من جهته الغربية.

اترك تعليقاً