إلياس الهراوي
السيرة الذاتية لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية إلياس الهراوي
الولاية الرئاسية من 24/11/1989 لغاية 23/11/1998
معلومات شخصية :
الاسم : إلياس الهراوي
تاريخ ومحل الولادة : (4 أيلول 1926 – 7 تموز 2006) زحلة)
الوضع العائلي : تزوج في العام 1947 من إيفلين الشدياق وانجب منها: رينا وجورج وروي ثم تزوج من منى جمال في 13/2/1961 وأنجب منها: زلفا ورولان
مؤهلاته العلمية والثقافية:
درس المرحلة الابتدائية في المدرسة الشرقية، والتكميلية والثانوية في مدرسة الحكمة في زحلة.
تابع دراسته في معهد الحكمة ودرس التجارة سنة 1947.
انتسب الى جامعة القديس يوسف – فرع الحقوق لكنه لم يتابع دراسته فيها.
مسيرته المهنية والسياسية:
ترأس مجلس إدارة تعاونيات مزارعي الشمندر واتحاد التعاونيات الزراعية في البقاع في العام 1959 كما انتخب نقيباً لاصحاب محطات المحروقات في العام ذاته.
انتخب عضواً في مجلس بلدية زحلة في العام 1963.
انتخب سنة 1972 نائبا في البرلمان عن قضاء زحلة وظل نائباً بحكم قوانين التمديد للمجلس النيابي حتى انتخابه رئيساً للجمهورية.
شارك في اعمال اللجان النيابية فكان عضواً في اللجنة المالية ورئيساً للجنة الزراعة.
شغل منصب نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في العام 1963.
عين وزيراً للأشغال العامة والنقل في العام 1980 في حكومة الرئيس شفيق الوزان.
انتخب رئيساً للجمهورية اللبنانية بتاريخ 24/11/1989
عند انتهاء مدة رئاسته اجتمع مجلس النواب بتاريخ 19/10/1995 وعُدِّلت المادة 49 من الدستور ومُدِّد للرئيس الياس الهراوي فترة ثلاث سنوات إضافية انتهت بتاريخ 23/11/1998.
جلسة حلف اليمين الدستورية للرئيس الياس الهراوي
24 تشرين الثاني 1989
الدور التشريعي السابع عشر
العقد العادي الثاني 1989
محضر الجلسة السادسة
المنعقدة في الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الجمعة الواقع
في 24 تشرين الثاني 1989
عقد مجلس النواب جلسته السادسة من العقد العادي الثاني 1989 في الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة الواقع في 24 تشرين الثاني 1989 برئاسة دولة الرئيس السيد حسين الحسيني.
الرئيس: افتتحت الجلسة.
الرئيس: لتتل المادة 50 من الدستور اللبناني.
فتليت المادة التالية:
المادة 50- عندما يقبض رئيس الجمهورية على أزمة الحكم، عليه أن يحلف أمام المجلس، يمين الاخلاص للامة والدستور بالنص التالي:
“احلف بالله العظيم انني احترم دستور الامة اللبنانية وقوانينها واحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة اراضيه”.
– وهنا وقف فخامة الرئيس الاستاذ الياس الهراوي ورفع يده اليمنى وتلا القسم التالي:
“احلف بالله العطيم انني احترم دستور الامة اللبنانية وقوانينها واحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه”.
خطاب قسم الرئيس الهراوي
دولة الرئيس، حضرة النواب المحترمين.
بالامس القريب اجتمع المجلس النيابي لينتخب رئيسا للجمهورية قادرا على قيادة مسيرة الوفاق والسلام، مسيرة استعادة السيادة والكرامة الوطنية، واليوم يجتمع مجددا والحزن يلفه على شهيد الوحدة الوطنية وعلى ربان السفينة التي عادت تتقاذفها امواج المؤامرات.
لقد سقط فخامة الرئيس رينيه معوض شهيد واجبه الوطني وايمانه بمقدسات التزم بها في خطابه الرئاسي الاول امامنا. لقد سقط وهو يناضل من اجل الوفاء بعهده من انه سيؤدي واجبه كاملا نحو وطنه وشعبه وانه لن تثنيه صعوبات عن متابعة مسيرة الخلاص.
لقد سقط من “اجل ان ترتفع راية الارز فوق كل القمم ويسلم حق المواطن وكرامة الانسان فتعود البسمة الى كل الشفاه والاستقرار الى لبنان”.
لقد خافوا من ايمان شهيدنا العظيم بلبنان ومن عزمه على تحقيق “رهان عمره في ارساء المصالحة بين اللبنانيين” وفي استعادة سيادة الوطن كاملة فغدروه وقتلوه ظنا منهم انهم يقتلون معه اهدافه واهداف كل لبناني مخلص شريف.
الا ان مجلسكم الكريم وفي وقفة وطنية رائعة هب يلبي نداء الوطن مجددا رافضا أن تذهب دماء شهيدنا العظيم هباء، وان تسقط معه تطلعاته وان يغتال معه مشروع وثيقة الوفاق الوطني، لقد هب مجلسكم بشجاعته المعهودة، يواجه ايادي الغدر ويرد على القتلة الجبناء معلنا انه اذا مات رئيس البلاد فلبنان لا يموت وان ارادة اللبنانيين في الحياة لا يمكن ان تموت وان مسيرة الانقاذ التي ابتدأت لن تتعثر ولن تنكفىء.
وانطلاقا من هذا الايمان الراسخ التأم مجلسكم فورا ليفوت فرصة القضاء على لبنان الواحد ولينقذ مسيرة الخلاص مقدما بذلك الى الرئيس الراحل اكليل عرفان ووفاء وتعزية، منتخبا من يتابع الرسالة الوطنية عنه، ومن يحمل الراية التى هوت معه فيكمل الجهاد من اجل انقاذ الوطن.
ايها السادة،
لقد شاءت الاقدار ان تلتقي ارادتكم على شخصي لاتحمل المسؤولية الرئاسية فاليكم امتناني للثقة الغالية التي أوليتموني اياها.
والى الشعب اللبناني العظيم عهدي بان تعود راية الارز خفاقة عالية فوق كل شبر من ارض لبنان وأن يستعيد وطننا الحبيب سيادته واستقلاله وان ينعم اللبناني، كل لبناني، بحقه في الحياة الكريمة الآمنة. والى الرئيس الشهيد وعدي بأن التزم مبادئه وان احقق الاهداف التي اعلنها والتي من اجلها سقط، فترتاح روحه القلقة على لبنان وقد استعاد كامل وحدته وسيادته.
ايها السادة،
الظرف عصيب، ولبنان اليوم مهدد، أكثر من اي يوم مضى، بعظيم الاخطار واللبنانيون قلقون على المصير، حائرون يتلمسون الخلاص حينا وتخيب آمالهم احيانا… الا انه وللمرة الاولى، منذ اندلاع شرارة الاحداث في لبنان تتاح لهم فرصة سلام حقيقية متمثلة بوثيقة الوفاق الوطني، التي اجمع العالم بأسره على دعمها واقرها مجلسكم الكريم… انها مشروع متكامل للانقاذ ولوضع حد نهائي وجذري للالام والدموع ولوقف النزيف القاتل الذي يتفاقم يوما بعد يوم، وخيار اللبنانيين اصبح واضحا فاما الالتزام بهذه الوثيقة والاستفادة من الضمانات والدعم العالمي لها واما ان يجهضوها ويقضون على بارقة الامل الوحيدة المتوافرة لهم وتبقى البلاد عرضة للمؤامرات التي تستهدف الوطن ووحدته وشعبه.
فخيار اللبنانيين بين وحدة لبنان وشعبه ومؤسساته وبين تقسيمه واقتسامه وشرذمته وزواله، وقد اخترنا باسمهم الوحدة.
وخيار اللبنانيين بين بناء مجتمع العدالة المتطور ديمقراطيا وبين الاستمرار في الاقتتال العبثي وتسعير الاحقاد واذكاء روح التعصب والتفرقة، وقد اخترنا باسمهم البناء ووقف التدمير والهدم.
وخيار اللبنانيين بين نظام ديمقراطي مصدر سلطاته ارادة الشعب اللبناني وبين انظمة الديكتاتورية حيث لا قيمة للانسان وحرياته وحقوقه، وقد اخترنا باسمهم النظام الديمفراطي الحر.
وخيار اللبنانيين بين دولة المؤسسات الحديثة ذات الصلاحيات الواضحة والمسمؤوليات الناتجة عنها بحيث يطال القانون كل اللبنانيين مهما علا شأنهم، وبين الدولة السائبة التي تتضارب فيها الصلاحيات وتضيع في طياتها المسؤوليات… فلا من يحاسب او يعاقب مما يجعل المقدسات الوطنية والاموال العامة وحقوق المواطنين عرضة لكل طامع وفا��د، وقد اخترنا باسمهم دولة المؤسسات.
وخيار اللبنانيين بين دولة تقوم على الاخلاق والكفاءة وبين دولة تقوم على المحسوبية وانعدام الاخلاق، وقد اخترنا باسمهم دولة الاخلاق.
وخيار اللبنانيين بين دولة تحقق العدالة الاجتماعية الشاملة على أساس الانماء المتوازن للمناطق وبين دولة الحرمان والاجحاف والتمييز بين المواطنين وقد اخترنا باسمهم دولة العدالة.
وخيار اللبنانيين بين دويلات الطوائف المتنافرة والضعيفة وبين الدولة الواحدة القوية الجامعة التي تعزز الانتماء الوطني المحض على حساب الانتماء الطائفي دون ان تمس حقوق اية طائفة او وجودها او حريتها وقد اخترنا باسمهم الدولة الواحدة التي تضم العائلات الروحية المتنوعة في اطار الوحدة الوطنية الشاملة والصحيحة.
وخيار اللبنانيين بين حالة الفلتان السائدة، فلا حق في حمى القانون ولا حياة في امان ولا امل في مستقبل، وبين أن تبسط الدولة سلطتها تدريجيا على كامل اراضيها وبواسطة قواتها الذاتية فتحل جميع الميليشيات وتجمع السلاح وتعزز قواتها الامنية والعسكرية لتعود السلطة الضامنة الوحيدة لحقوق المواطنين، وقد اخترنا باسمهم دوام سيادة القانون.
وخيار اللبنانيين بين أن يبقى قسم كبير وعزيز منهم مهجرا ضمن وطنه او مهجرا خارجه وبين ان تحل قضية المهجرين اللبنانين جذريا فيعود كل منهم الى المكان الذي هجر او هاجر منه ليعيش فيه بأمان وكرامة وحرية، وقد اخترنا باسمهم عودة المهاجرين والمهجرين.
وخيار اللبنانيين ان يبقى جزء من اراضي وطنهم تحت نير الاحتلال الاسرائيلي وبين ان نحرره بتطبيق القرار رقم 425 الصادر عن مجلس الامن الدولي وباعادة بناء جيش وطني قادر، وقد اخترنا باسمهم استعادة سيادتنا وتحرير ارضنا وتوحيد شعبنا.
وخيار اللبنانيين بين ان نبقى دولة عاجزة عن بسط سلطتها على كامل اراضيها وبين ان نسرع ببناء قواتنا الشرعية الذاتية لنستعيد قدراتنا على بسط سلطة القانون ونستغني عن اي وجود عسكري غير لبناني، وقد اخترنا باسمهم بناء الدولة القادرة على بسط سلطتها على كامل اراضيها والا تبقى مرتفعة في لبنان سوى البندقية الشرعية اللبنانية.
وخيار اللبنانيين بين ان نتنكر لتراثنا في الانفتاح والتفاعل الحضاري ولدورنا الطليعي في محيطنا فنعيش منعزلين متقوقعين اسرى الهواجس والاوهام، وبين ان نتفاعل مع عائلتنا العربية ملتزمين قضاياها المصيرية ومواثيقها، وقد اخترنا باسمهم تعزيز انتمائنا العربي المتوافق مع تاريخنا وتطلعاتنا الوطنية والمتلاقي مع العاطفة العربية الصادقة التي تجلت في الجهود المشكورة التي تبذلها اللجنة العربية الثلاثية العليا باسم العرب جميعا وفي الضمانات التي قدمتها لحسن تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، خصوصا في الشق المتعلق باستعادة السيادة الوطنية واعادة اعمار لبنان.
وخيار اللبنانين بين ان نبقي صفحة سوء التفاهم بين لبنان والشقيقة سوريا مفتوحة مع ما ينتج عنها من اضرار للبلدين عرضت شعبنا للكثير من المآسي، وبين ان نطوي هذه الصفحة نهائيا ونفتح صفحة جديدة مشبعة بروح التعاون الصادق الكفيل بخلق اجواء الثقة المتبادلة وبناء علاقات اخوية تحقق مصلحة البلدين والشعبين في اطار سيادة واستقلال كل منهما، وقد اخترنا باسم اللبنانيين التوجه الاخير خصوصا وان اعلان الشقيقة سوريا موافقتها على مشروع وثيقة الوفاق الوطني مع ما احتوته من تأكيد على سيادة واستقلال لبنان وعلى كونه وطنا نهائيا لجميع ابنائه اسقط هواجس البعض ومخاوفهم.
أيها السادة،
ان الخيارات التي ذكرتها تؤكدها وثيقة الوفاق الوطني التي اقرها مجلسكم الكريم والتي التزم بها امامكم وهي ستكون برنامج عمل حكومة الوفاق الوطني التي سيتم تشكيلها في اقرب فرصة ممكنة. ان اعتماد هذه الخيارات المصيرية يدفعنا حتما الى خوض معركة انقاذ لبنان واللبنانيين وهم في وحدتهم وتصميمهم على الخلاص اكبر ضمانة لنجاح هذه المسيرة الانقاذية… من هذا المنطلق انني امد يدي للتعاون مع كل اللبنانيين وبصورة خاصة مع القيادات منهم دون استثناء ومع الجيل الطالع الذي حرمته الاحداث من نعمة الحياة الكريمة والذي يستطيع ان يستعيد الامل بلبنان عزيز سيد حر مستقل ومستقر من خلال دعم مسيرتنا الهادفة الى اعطاء هذا الجيل حقه في المشاركة الفعالة ببناء وتطوير وطنه نحو الافضل. ومن هنا دعوتنا الى التعقل بدل المغامرات المحفوفة بالمخاطر ودعوتنا الى الواقعية بدل الشعارات التي ستحول الاحلام الى كوابيس والآمال الى دموع. ودعوتنا الى الحياة بكرامة بدل الانتحار الجماعي والمجاني.
ايها السادة،
يوم توافقنا في الطائف واجمع العالم على دعمنا وتأييدنا انطلقت مسيرة السلام في لبنان ومسيرة استعادة سيادتنا وكرامتنا الوطنية… ومهما حاول اعداء لبنان عرقلة هذه المسيرة فلن ينجحوا لان ارادة الحياة لدى شعبنا العظيم هي اقوى من قوى الموت والشر ولان اللبنانيين المعذبين قد شبعوا اقتتالا وتشريدا وتهجيرا وتضحيات لم تحقق حتى اليوم ايا من الاهداف الوطنية، وانهم بعد معاناتهم الطويلة باتوا مقتنعين بأن خلاصهم هو في يدهم وفي وحدتهم وان الوفاق الذي وفرته وثيقة الوفاق الوطني هو المدخل الجدي لاستعادة العافية والمناعة الوطنية وبناء الدولة القادرة السيدة ولاستعادة المقاييس الوطنية والقيم الانسانية.
انني ادعو جميع اخواني اللبنانيين الى الانضمام فورا الى مسيرتنا الوطنية والى وقف لغة العنف والاقتتال فنعيد الى جيشنا اللبناني دوره الاساسي في حماية الوطن والنظام ليبقى الدرع الواقية التي ترد عن لبنان الاخطار وتؤمن للمواطن حقه المقدس في الحياة الكريمة، ونتفادى بذلك محاولات اسقاطه كمؤسسة وطنية تقوم على مبادىء الشرف والتضحية والوفاء للشرعية في سبيل لبنان الواحد الموحد.
ان يدي ممدودة بكل محبة واخلاص للجميع من اجل التعاون الصادق لانقاذ الوطن وأملي ان تمتد الايادي المترددة لملاقاتها خدمة للبنان، مؤكدا على ان مسيرتنا لن تتوقف مهما عظمت الصعاب وهي تستدعي تضافر جهود الجميع كما وهي قادرة على سحق كل من سيقف في وجهها لان مصلحة لبنان وشعبه هي اكبر واهم من كل الاعتبارات والاشخاص والمصالح.
اننا في صدد بناء دولتنا القوية والعادلة واستعادة سيادتنا غير المنقوصة، فلا مجال للمساومة او التردد … وان قبولي تولي منصب رئاسة الجمهورية في هذه الظروف الدقيقة لهو تأكيد على اقتناعي الكلي بصوابية خياراتنا وعلى تصميم الرئاسة على بذل كل شيء من اجل لبنان …
والله ولي التوفيق.
عاش لبنان